الموانئ العُمانية تؤكّد جاهزيتها لتصبح بوابات خضراء لمستقبل منخفض الانبعاثات

الموانئ العُمانية تؤكّد جاهزيتها لتصبح بوابات خضراء لمستقبل منخفض الانبعاثات

تتصدر الاستدامة ببرامجها ومبادراتها عناوين الاستراتيجيات التجارية والسياسات التنموية حول العالم، بعد أن باتت أحد أهم الأهداف العالمية على جدول الأعمال الأممي الذي توافقت عليه الدول، ووضعته حيز التنفيذ عبر مشاريع ضخمة تهدف إلى تسريع مسيرة التحوّل العالمي لقطاع الطاقة وتحقيق أهداف الحياد الصفري الكربوني. وتتوجّه اليوم أنظار الحكومات والشركات العالمية نحو قطاع الهيدروجين الواعد ليكون مصدرًا للطاقة النظيفة، ووقودًا أخضر يدفع قافلة التنمية الدولية نحو مستقبل مستدام.

وفي ظلّ التوجه الدولي نحو الهيدروجين، تتصدر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائمة الأقاليم التي تتمتع بالإمكانيات والقدرات اللازمة لتتحوّل إلى بنكٍ للطاقة النظيفة يغذّي العالم بالوقود الأخضر. وهنا تبرز سلطنة عُمان كمرشح قادر على لعب دور رائد، بفضل مواردها المتجددة الوفيرة وموقعها الاستراتيجي الذي يؤهّلها لتطوير إمكانات متقدّمة لإنتاج الهيدروجين وتوزيعه.

ودعمًا للدور الذي يمكن أن تلعبه السلطنة في الخريطة المستقبلية للطاقة النظيفة، أصدرت مجموعة أسياد – المزوّد العمُاني العالمي للخدمات اللوجستية المتكاملة – في عام 2022 التقرير الأول حول آفاق الهيدروجين في عُمان. ويتضمّن هذا التقرير دراسة مفصّلة للدور المحتمل للموانئ العُمانية الكبرى في دعم إنشاء اقتصاد قائم على قطاع الهيدروجين، يتميّز بمستوى انبعاثاته المنخفض.

تحوّل قطاع الطاقة وأهداف الحياد الصفري في سلطنة عُمان

وقد أطلقت عُمان بالفعل مسيرة التحوّل فيها، عندما تبنّت حكومتها هدف الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050، تنفيذًا للأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – في عام 2022، وتماشيًا مع رؤية عُمان 2040 التي تعكس الالتزامات الوطنية والدولية للسلطنة وتعتمد نهجًا استشرافيًا لمقاربة التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية. وعليه، تولّت مجموعة أسياد مهمة تسريع هذا التحوّل في الاقتصاد العُماني، والسعي لتثبيت مكانة السلطنة بين أوائل الدول المنتجة والمصدّرة للهيدروجين وغيره من أنواع الوقود منخفض الانبعاثات.

وفي هذا السياق، تستفيد أسياد من منظومتها اللوجستية المتكاملة وخبرتها الواسعة في القطاع، بالإضافة إلى درايتها بأدق تفاصيل لوجستيات الطاقة العالمية ومتطلباتها، ونجاحها في التخطيط الاستراتيجي. فقد وضعت المجموعة خططًا استباقية لتطوير البنى الأساسية في موانئها لتلائم صناعة الهيدروجين المستجدة، وتصبح مراكز حيوية كبرى لتصدير الهيدروجين والوقود النظيف بكفاءة وفعالية إلى الأسواق العالمية والإقليمية.

كما تتعاون المجموعة مع عددٍ من الشركاء الوطنيين والمؤسسات المحلية الرائدة لتفعيل أبرز عوامل دعم التحوّل الوطني وتعزيز القدرات في قطاع الهيدروجين، وهي:

1.      وفرة الموارد الطبيعية المتجددة: تتميّز عُمان بوفرة مصادر الطاقة المتجددة فيها، وأبرزها الرياح وأيام توافر أشعة الشمس، التي تشكّل مقوّمات أساسية لنجاح مشاريع إنتاج الطاقة المتجددة.

2.      موقع جغرافي استراتيجي: يضمن الموقع الجغرافي للسلطنة كفاءة وسهولة تصدير الهيدروجين منها، بفضل قربها من أهم خطوط النقل البحري العالمية وأكبر الأسواق المتطوّرة والناشئة.

3.      المساحات الشاسعة والأراضي الاستثمارية: تملك عُمان مساحات شاسعة من الأراضي الجاهزة للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة وإنتاج الوقود النظيف.

4.      خبرة واسعة وسجل حافل في قطاع إنتاج الطاقة: تحظى سلطنة عُمان برصيد كبير في قطاع الطاقة، وسجل يدعم مكانتها كشريك موثوق لإنتاج الوقود النظيف، يتمتع بالخبرة والتجربة في مجال إنشاء مشاريع الطاقة المتجددة وتمويلها.

الموانئ العُمانية: حلقات محورية في سلسلة القيمة العالمية والمحلية لقطاع الهيدروجين

ميناء صحار

اعتمد ميناء صحار استراتيجية محدّدة لإزالة الكربون من عملياته، ووضع لها أهداف واضحة ترمي إلى تحويله لبوابة صناعية رائدة ذات مستويات انبعاثات منخفضة. واستند الميناء في برامجه إلى تفعيل تقنية التقاط الكربون، وتعزيز منشآت تخزين الجزيئات منخفضة الانبعاثات، وزيادة سعة منشآته لتزويد السفن بالوقود.

ميناء الدقم

يشكّل ميناء الدقم بموقعه الاستراتيجي النقطة اللوجستية الأمثل في السلطنة لإنشاء مركز رائد لمناولة الجزيئات منخفضة الكربون وتصديرها إلى مختلف أنحاء العالم. فيضمّ الميناء محطة متطوّرة للوقود السائل، من شأنها أن ترفع فعالية تخرين الوقود وتضمن مناولته الفعّالة والآمنة. كما يمكن أن يستفيد هذا الميناء من ارتباطه المؤسسي بميناء أنتويرب البلجيكي، لفتح خطّ سريع يمدّ عبره الأسواق الأوروبية الكبرى بالهيدروجين والطاقة النظيفة.

ميناء صلالة

رسَم ميناء صلالة مسار تحقيق الحياد الصفري في منشآته وعملياته مستقبلًا، وبات في المراحل التحضيرية الأخيرة لبدء التنفيذ. وتستند استراتيجية الميناء في المدى المتوسط على محورين أساسيين، وهما تطوير أعمال الميناء وتفعيل استخدام الوقود النظيف بدءً بالميثانول. ونظرًا إلى أن شركة (ميرسك) تعدّ من أبرز المساهمين فيه وإحدى أكبر عملائه، يستطيع ميناء صلالة إمداد الشركة بوقود الميثانول وتغطية خطوطها الخمسة والعشرين، مرسّخًا مكانته كمركزٍ عالمي لتزويد السفن بالوقود النظيف.

المستقبل الأخضر في عُمان: مجموعة أسياد لاعبٌ أساسيٌ في رحلة التحوّل

بالنظر إلى موقع السلطنة الاستراتيجي على الخريطة التجارية العالمية والتزام حكومتها الثابت بمسيرة تحوّل الطاقة وغير ذلك من العوامل الممكّنة، تملك عُمان جميع المقوّمات التي تجعلها قادرةً على أداء دور المورّد الرائد للوقود منخفض الانبعاثات. وهنا تنشط مجموعة أسياد عبر تفعيل نهج إدارة استراتيجية يجعل الموانئ العُمانية الكبرى في صحار والدقم وصلالة ركائز أساسية في بناء الاقتصاد العُماني الحديث القائم على الهيدروجين والطاقة النظيفة.

كما تدرك مجموعة أسياد أن الاستغلال الموجّه والمدروس لموارد عُمان الطبيعية المتجددة، والاستفادة من موقعها الجغرافي واستراتيجية الطاقة الاستشرافية فيها، يتيح لها تحقيق أقصى إمكانات قطاع الهيدروجين والوقود الأخضر، على مستويات الإنتاج والتوزيع التصدير.

وفي ظلّ التغيّرات المتسارعة في مشهد الطاقة العالمي، تسخّر أسياد شراكاتها الاستراتيجية وخبراتها اللوجستية لدعم مساعي السلطنة للمساهمة بالتحوّل العالمي للطاقة وتحقيق هدف الحياد الصفري الكربوني بحلول 2050. وبموازاة ذلك، تتمسّك المجموعة بالتزامها المطلق بالاستدامة، فتتخذ تدابير وخطوات متوازنة لتجمع بين فتح آفاق اقتصادية جديدة، وتعميم الاستدامة في المنطقة وحول العالم.

لعرض أو إضافة تعليق، يُرجى تسجيل الدخول