٥ خطوات لبناء مركز بيانات مستدام في الشرق الأوسط لمواجهة تحديات التغير المناخي
تشهد صناعة مراكز البيانات في الشرق الأوسط نموًا سريعًا بفضل عدة عوامل، من بينها انتشار الإنترنت، واعتماد الحوسبة السحابية، وتوافر المرافق الضخمة. هذا النمو الكبير يؤدي إلى زيادة الطلب على تخزين البيانات، مما يخلق تحديًا كبيرًا يتمثل في الحاجة إلى كميات هائلة من الطاقة لتشغيل هذه المرافق.
ومع ازدياد الاعتماد العالمي على التقنيات الرقمية، أصبحت مراكز البيانات تمارس دورًا حيويًا لم يسبق له مثيل، خاصة في الشرق الأوسط. إذ فرضت الرقمنة السريعة والطلب المتزايد على العمليات المستدامة تحديات جديدة. لذلك، يعد توفير إدارة فعالة للمرافق أمرًا حيويًا لضمان التشغيل المستمر والموثوق لهذه البنية التحتية الأساسية.
من المتوقع أن يشهد سوق مراكز البيانات في الشرق الأوسط نموًا كبيرًا، حيث يتوقع أن يصل معدل النمو السنوي المركب إلى 7% بين عامي 2021 و2026. هذا النمو يُعزى بشكل كبير إلى التحول الرقمي السريع للشركات واعتمادها المتزايد على الحوسبة السحابية. ومع توسع هذا السوق، تبرز ضرورة وجود محترفين مهرة في إدارة المرافق، قادرين على التعامل مع التحديات المعقدة التي تصاحب إدارة مراكز البيانات في المنطقة.
من بين هذه التحديات، يأتي دور التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأتمتة، والتي أصبحت جزءًا أساسيًا في إدارة المرافق. الموقع الاستراتيجي للمنطقة، إلى جانب السياسات الحكومية الداعمة والتركيز المتزايد على الخدمات الرقمية، كلها عوامل تُساهم في تعزيز مستقبل صناعة مراكز البيانات في الشرق الأوسط.
في مقالنا الحالي نعرض لك أهم 5 خطوات لبناء مركز بيانات مستدامة في الشرق الأوسط لمواجهة تحديات التغير المناخي:
1-تحليل الوضع الحالي
تُمثل إدارة مرافق مراكز البيانات في الشرق الأوسط تحديًا فريدًا في المنطقة حيث يمكن أن ترتفع درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 50 درجة مئوية في الصيف؛ وتعتبر كفاءة الطاقة أمرًا بالغ الأهمية في هذه البيئة. ويكتسب تبني مصادر الطاقة الخضراء، مثل الطاقة الشمسية، زخمًا في المنطقة، حيث تهدف دول مثل الإمارات العربية المتحدة إلى توليد 50 في المائة من طاقتها من مصادر نظيفة بحلول عام 2050.
2- الالتزام بأهداف جديدة
بمجرد جمع المعلومات اللازمة لتقييم الوضع الحالي، يمكنك البدء في تحديد الأهداف المستقبلية والتخطيط لكيفية تحقيقها. إن تحديد مسار واضح للمضي قدمًا سيساعد شركتك على التركيز على كفاءة الطاقة كأولوية مما يدفعك إلى الالتزام بالوصول إلى أهداف كفاءة الطاقة النهائية.
3-الاستفادة من هدر الطاقة
إن هدر الطاقة أمر لا مفر منه في بعض الأحيان، لكنه غالبًا ما ينتج عنه منتجات ثانوية مفيدة، مثل الحرارة المهدرة. بغض النظر عن مدى صغر الكمية، يمكن تسخير الحرارة المهدرة واستخدامها لتدفئة المرافق القريبة. قد لا يعمل هذا النهج على تحسين كفاءة الطاقة بشكل مباشر، ولكن من خلال تحويل تلك الحرارة المهدرة نحو استخدامات أخرى، فإنه يعوض عن بصمتك الكربونية.
إن تحسين استخدام الطاقة في مراكز البيانات يشكل أولوية قصوى بالنسبة لمديري مراكز البيانات، ولكنهم ما زالوا يواجهون تحديات مع تحول الطاقة إلى نسبة أكبر من تكاليف مراكز البيانات الجارية.
في الواقع، تقدر شركة جارتنر أن تكاليف الطاقة الجارية تزداد بنسبة 10% على الأقل سنويًا بسبب زيادة التكلفة لكل كيلووات في الساعة (كيلووات في الساعة) والطلب الأساسي، وخاصة بالنسبة للخوادم ذات الكثافة العالية للطاقة. حوالي 10% من نفقات تشغيل مراكز البيانات (opex) هي الطاقة، ومن المرجح أن تشكل الطاقة حوالي 15% من opex لمركز البيانات في غضون خمس سنوات.
4- تأكد من صحة التخطيط
يعرف كل مشغل لمركز البيانات أهمية الحفاظ على برودة الخوادم، لكن العديد من مراكز البيانات تخطئ في جانب الحفاظ على الأشياء أكثر برودة مما هو ضروري تمامًا. كل درجة واحدة من التبريد غير الضروري تضيف الكثير من الطاقة المهدرة بمرور الوقت.
علاوة على ذلك، فإن التصميم الفعلي لمركز البيانات يمكن أن يؤثر بشكل كبير على كفاءة الطاقة. يمكن أن يؤدي إعداد الممر "الساخن/البارد"، حيث يتم توجيه الخوادم من الأمام إلى الأمام ومن الخلف إلى الخلف، إلى تقليل استخدام طاقة المروحة بنسبة تصل إلى 25%. ومن الجيد أيضًا التحقق من غرفة التهوية تحت الأرضية للتأكد من تدفق الهواء دون عوائق.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر التعاون بين فرق إدارة المرافق ومصممي مراكز البيانات أمر بالغ الأهمية، حيث يمكن لإشراك محترفي إدارة المرافق في عملية التصميم تحسين التكرار ودمج الدروس المستفادة من العمليات في المشاريع المستقبلية.
5-تقليل التأثير البيئي
يمكن لمراكز البيانات تقليل تأثيرها البيئي مع خفض التكاليف التشغيلية من خلال دمج التصميمات الموفرة للطاقة والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة. ويمكن لفرق إدارة المرافق دفع الاستدامة بشكل أكبر من خلال تنفيذ استراتيجيات مثل تحسين أنظمة التبريد، والحد من النفايات وبرامج إعادة التدوير، واستخدام المواد المستدامة في بناء المرافق وصيانتها.
إن الأمن وتخفيف المخاطر يشكلان أهمية قصوى في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. ويتطلب ضمان الأمن المادي لمراكز البيانات تنفيذ تدابير قوية للتحكم في الوصول، وأنظمة مراقبة متقدمة، وخطط شاملة للاستجابة للطوارئ للتخفيف من خطر الوصول غير المصرح به أو التخريب.
علاوة على ما سبق، يُمثل مستقبل إدارة مراكز البيانات في الشرق الأوسط تحديًا كبيرًا، ولكنه أيضًا فرصة ذهبية. يمكن للمؤسسات ضمان استمرارية مراكز البيانات الخاصة بها كجهات موثوقة وفعالة وآمنة من خلال الاستثمار في تطوير المهارات، وتبني أحدث التقنيات، والتركيز على الاستدامة، وتعزيز التعاون والابتكار، ومعالجة قضايا الأمن بشكل استباقي. مع تسارع وتيرة التحول الرقمي في المنطقة، سيكون لمحترفي إدارة المرافق دور محوري في دعم وتطوير صناعة مراكز البيانات في الشرق الأوسط.
هل مؤسستك مستعدة لمواجهة هذا التحدي واغتنام الفرصة؟ حان الوقت لتبدأ بتحسين اداء مراكز البيانات بمؤسستك. ابدأ الآن بتطبيق الحلول المستدامة والابتكارات التكنولوجية لضمان استمرارية وكفاءة عملياتك. لا تدع الفرصة تفوتك.
إقرأ أيضًا:
بعض المصادر التي تم الإستعانة بها في المقال: