لبيروت
مرّ عام كامل بأيامه ولياليه منذ أن هزّ انفجاران مدوّيان مرفأ بيروت، وألحقا خسائر جسيمة في الأرواح فاقت حصيلتها 200 ضحيّة و6 آلاف جريح، وأسفرا عن تهجير 300 ألف عائلة، وتركا أحياء العاصمة منكوبة يعمّها الدمار في محيط عدّة كيلومترات طغى عليها مشهد مروّع عنوانه السيارات المحروقة والشوارع المغطاة بشظايا الزجاج المكسور والمنازل والمحال المُدمّرة من على بكرة أبيها. لن يبارح هذا المشهد ذاكرة تاريخ المدينة وسيبقى محفوراً إلى الأبد في صميم قلوب اللبنانيين الذين تضرّروا من المأساة.
ولكن سرعان ما تولّت غريزة البقاء والصمود زِمام الأمور، وهبّ الشباب اللبناني لنجدة العاصمة مسلّحين بمكانس بسيطة كي ينظفوا الشوارع. وأبدى المجتمع الدوليّ تضامنه مع الشعب اللبناني. واستهلّت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، بتاريخ 27 آب/أغسطس 2020 مبادرة "لبيروت" من بيروت ومن أمام مرفأ المدينة المنكوب. ويتمثل الهدف من هذه المبادرة في حشد المجتمع الدولي بغية مؤازرة جهود إعادة الإعمار في قطاعَي التربية والثقافة على حدّ سواء، وتجسّد كلمة تدشينها انطلاق عام طويل على درب إعادة الإعمار، وقالت المديرة العامة في رثاء بيروت: "طُعنت بيروت، هذا العالم القائم بحدّ ذاته والمُشبع بالذكريات والتاريخ وعُنوانه الإبداع، في صميم بنيانها وهويتها."
«بيروت، المدينة العالمية، ومدينة الذاكرة، والمدينة المبدعة، تحولت في بضع ثوان إلى مدينة منكوبة، ومطعونة في الصميم»
حجم تأثيرنا (بالأرقام)
بعد مضي عام على وقوع انفجار بيروت، لا تزال العائلات تكافح لاستعادة الشعور بالحياة الطبيعية. تساند اليونسكو الشعب اللبناني من أجل إحياء قطاعَي التعليم والثقافة، وبث الأمل في مستقبل أفضل. اكتشفوا نغمة الأمل... #لبيروت