Youth Skills Day- YEHCY

قصة

توظيف مهارات الشباب اليمني وتنمية قدراته من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامة

يلعب الشباب دورًا حاسمًا في تعزيز السلام والتنمية المستدامة في مجتمعاتهم. وفي اليوم العالمي لمهارات الشباب، يُقدّر كل من الاتحاد الأوروبي و اليونسكو الأثر الحاسم لمهارات الشباب في خلق مستقبل أكثر سلامًا واستدامة، كما تُقدر المنظمتان إمكانات ومواهب الشباب في جميع أنحاء العالم

إن تنمية مهارات الشباب أصبحت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى. وفي عصر يتسم بالتقدم التكنولوجي والتغير العالمي المتسارع، يتطلب الاقتصاد قوة عاملة مبتكرة وماهرة. في اليمن، ما يقرب من 30% من السكان – أي أكثر من 30 مليون شخص – تحت سن 29 عاما. وهؤلاء الشباب هم من بين الموارد الأكثر قيمة لبناء يمن مزدهر وشامل. ومن خلال صقل مواهبهم ومهاراتهم الفريدة، يمكن للشباب أن يساهموا بفعالية في النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي. يتيح لهم تفكيرهم الابتكاري معالجة المشكلات بالإبداع وتعزيز أهداف التنمية المستدامة

ومع ذلك، فقد أدى أكثر من ثماني سنوات من الصراع والظروف الاقتصادية المتدهورة إلى تعطيل سبل عيش الناس في اليمن. وقد أدى ذلك إلى عدم الاستقرار الاجتماعي مِما كان له تأثير كبير على الشباب اليمني، مما جعلهم عرضة للخطر بشكل متزايد. ويتجلى ذلك من خلال معدلات البطالة المرتفعة للغاية. فوفقاً لمنظمة العمل الدولية، بلغ معدل البطالة في اليمن حوالي 18%، مما يؤثر على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 24 عاماً

ونتيجة للنزاع، لم يحظى الشباب والشابات سوى بفرص محدودة للتعليم والتدريب. ويفتقر العديد منهم إلى المهارات المهنية ومهارات تنظيم المشاريع اللازمة لتأمين فرص العمل المستدامة ودعم أسرهم. علاوة على ذلك، غالبا ما يتم استبعاد الشباب من عمليات صنع القرار في مجتمعاتهم، مما يعيق مشاركتهم الفعالة في مبادرات بناء السلام والتنمية

لعب الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو دورًا رئيسا في تمكين الشباب اليمني من تحقيق إمكاناتهم والدفع نحو التغيير الإيجابي، والمساهمة في قدرة المجتمع على التكيف وتعزيز الهوية والتماسك الاجتماعي. وكجزء من مبادرة أوسع نطاقًا تمتد على مدى ثماني سنوات، نفذت اليونسكو، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، مشروعين مهمين في مجال الثقافة: "النقد مقابل العمل: تعزيز فرص كسب العيش" (2018-2022) و"توظيف الشباب من خلال التراث". والثقافة في اليمن" (2022-2026) تهدف إلى توفير الإغاثة الاقتصادية للشباب المستضعفين من خلال توظيفهم في إعادة تأهيل التراث الثقافي والصناعات الإبداعية. ولا تُسهم هذه المبادرات في رفع مستوى الوعي حول أهمية الحفاظ على التراث الثقافي فحسب، بل تؤكد أيضًا على الحاجة إلى تنمية المهارات، وهو أمر بالغ الأهمية لتعزيز التنمية الاجتماعية من خلال خلق قوة عاملة أكثر مهارة

وضمن إطار المبادرة، تم توفير فرص عمل لأكثر من 7284 شابًا، من بينهم 781 امرأة، من خلال برامج ومشاريع مختلفة لبناء القدرات والتوظيف. وتلقى الشباب المشاركون تدريباً في مجالات مختلفة لتطوير مهاراتهم المهنية وريادة الأعمال، وتزويدهم بقدرات إضافية لتلبية احتياجاتهم المالية والمساهمة بشكل إيجابي في رفاهية مجتمعهم

Youth Skills Day- YEHCY

انضم عبد الكريم البالغ من العمر 20 عامًا، الذي يعمل مساعد بناء رئيسي، إلى المشروع في بدايته ولا يزال مشاركًا متحمسًا. بعد الانتهاء من المدرسة، كان عبد الكريم مصممًا على دعم أسرته ماليًا مع المساهمة أيضًا في الحفاظ على تراث مسقط رأسه في مدينة صنعاء القديمة. وقد حفزه تفانيه في الحفاظ على التراث الثقافي، إلى جانب رغبته في إحداث تأثير ملموس، على الانضمام إلى المشروع

لقد أتاحت لي الفرص التي اكتسبتها من هذا المشروع العمل جنبًا إلى جنب مع عمال البناء ذوي الخبرة، وتحسين مهاراتي من خلال التدريب العملي. كما أسهم المشروع في تعزيز حرفتي وجعلني أقرب إلى حلمي في أن أصبح بنَّاءً ماهرًا. عائلتي فخورة بإنجازاتي وتشجعني على الاستمرار والمضي قُدمًا، مع إدراك أهمية اكتساب خبرة قيمة

عبد الكريم

وقد تلقى عبد الكريم تدريباً شاملاً في مجال السلامة والأمن. ومثل غيره من المشاركين، اكتسب خبرة عملية من خلال التوجيه من قبل العمال المهرة والبنائين الرئيسيين للمشروع. وشملت مسؤولياته إعادة تأهيل وترميم الجدران التقليدية وأسطح المباني، مما زوده بمهارات ومعارف قيمة في هذا المجال. «من خلال ترميم المنازل وإصلاح الأضرار، نسمح للمنازل بأن تحيا من جديد. إن التعرف على أصحاب المنازل ومساعدتهم على فهم طبيعة منازلهم يضمن قدرتهم على صيانتها حتى لا تتضرر مرة أخرى ويتمكنوا من البقاء على قيد الحياة." إن مشاركته في حماية وتعزيز التراث الثقافي عززت إحساسه بالهوية والارتباط بمجتمعه

وإدراكًا للأثر التحويلي الذي يمكن أن تحدثه المرأة على مجتمعاتها، يهدف المشروع إلى تطوير قدرات المرأة وزيادة مشاركتها في الأنشطة المتنوعة، بما يتجاوز الأدوار التقليدية ليشمل القيادة والمجالات المبتكرة. ومن خلال تعزيز فرص ريادة الأعمال وتطوير المهارات الأساسية، يعمل المشروع على تمكين المرأة من التغلب على الحواجز الاجتماعية والثقافية. ومن خلال هذه الجهود، تصبح النساء فاعلات مجهزات لتقديم إسهامات كبيرة لمجتمعاتهن، وتعزيز النمو الشخصي والمهني

كانت شيماء البالغة من العمر 22 عامًا، وهي عاملة ماهرة في المشروع، دائمًا مفتونة بالمساعي الجديدة والإبداعية. وقد أثار اهتمامها عندما علمت بمشاغل القمرية، التي تهدف إلى إنشاء نوافذ زجاجية ملونة متعددة الألوان، وهي سمة مميزة للعمارة اليمنية.

Youth Skills Day- YEHCY

 أعطتني مشاركتي في المشروع الثقة بأن المرأة يمكن أن تتفوق في الحرف اليدوية المعمارية، إن عملية صنع القمريات، من الزجاج الملون والجبس إلى الأنماط الهندسية المعقدة، جميلة وملهمة في نفس الوقت. لقد شجعتني على تصميم نماذج مصغرة وتحف تراثية

شيماء

ولقرون طويلة، زينت القمريات المباني اليمنية بألوانها النابضة بالحياة وتصاميمها المتداخلة. ومع ذلك، فإن هذا التقليد القديم يتلاشى الآن. ويهدف المشروع إلى إحياء هذه الحرفة المعمارية المتفردة من خلال التركيز على مشاركة المرأة، باعتبارها عنصراً أساسياً في الحفاظ على هذا التراث. وتعتقد شيماء أن "المرأة بحاجة إلى تطوير مهارات جديدة واكتساب المعرفة للحفاظ على تراثنا الغني من الانقراض، لأنه ليس مجرد اتصال بماضينا ولكنه أيضًا جزء مهم من مستقبلنا". هذا العمل يثير الشغف، ويقوّي الثقة، ويعزز التنمية"

تبث شيماء حياة جديدة في هذه الحرفة التقليدية. وباعتبارها عاملة ماهرة في المشروع، تقوم بإنشاء القمريات وتدريب العمال غير المهرة، مما يضمن الحفاظ على الحرفة واستمرارها

وباعتباره أحد الموارد الطبيعية القليلة التي لا تنضب، فإن الإبداع يدفع النمو الاقتصادي الشامل. وتدعم كل من منظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي البرامج والخدمات الثقافية التي يقودها الشباب في اليمن، حيث يشارك فيها أكثر من 650 من الفنانين والممارسين والعاملين في مجال الثقافة. ومن خلال توفير منصة للشباب لإطلاق العنان لإبداعهم وابتكارهم، تعمل هذه البرامج على تعزيز الشعور بالانتماء. ومن خلال ورش عمل بناء المهارات، يقوم الشباب بتطوير وتعزيز مهاراتهم المهنية، مما يمكنهم من تقديم مساهمات كبيرة لمجتمعهم

إن تنمية المهارات تحمل في طياتها قوة تحويلية لفتح الفرص، وإنعاش الاقتصادات، وتعزيز التنمية المستدامة. كما أن تزويد الشباب اليمني بالمهارات الأساسية أمر بالغ الأهمية لنجاحهم وتحقيق أهدافهم. ويظل الاتحاد الأوروبي واليونسكو ثابتين في التزامهما بتعزيز مستقبل أكثر إشراقًا في اليمن من خلال مبادرات شاملة وتمكينية. ويُنفذ المشروع بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة

More about the Youth Employment through Heritage and Culture in Yemen